سيطلبني الرزق الذي لو طلبته ... لما زاد والدنيا حظوظ وإقبال

(أكثر مما يطلبه أجله) وذلك لأن الرزق كل يوم، وأما الأجل فما يطلبه إلا في الوقت الذي جعله الله ينتهي بقاؤه في الدنيا إليه، وفي القاموس: الأجل غاية الوقت في الموت والجامع بين الأجل والرزق القضاء؛ ولأن ذلك سبب الحياة وهذا سبب قطعها والضد كثير الخطور بالبال مع ضده ولذا لما سئل علي أمير المؤمنين - رضي الله عنه - أنه لو أغلق على رجل داره من أين يأتيه رزقه؟ قال: من حيث يأتيه أجله، والحديث إرشاد إلى الإجمال في الطلب وأن رزق العبد يطلبه والمراد به المحتوم كما أشرنا إليه، وإليه أشار من قال:

الرزق رزقان رزق ساقه سببه ... حتى أتاك ورزق ما له سبب

(طب) (?) عن أبي الدرداء رجاله ثقات.

1993 - "إن الرزق لا تنقصه المعصية، ولا تزيده الحسنة، وترك الدعاء معصية" (طص) عن أبي سعيد (ض).

(إن الرزق) أي المحتوم. (لا تنقصه المعصية).

إن قلت: تقدم قريبًا: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" فلابد من التلفيق.

قلت: المراد به هنا ما لا بد منه من قوام الحيوان وهو المحتوم، ويحتمل أن يراد المعصية الواحدة لا تكون سببًا لتقتير الرزق حتى تكرر من العبد فإذا تكررت كانت سببًا، وذلك من لطف الله ورحمته كما أنه لا يهتك ستر العبد بأول معصية يأتيها، ويحتمل أنه يراد بالمعصية هنا ترك الدعاء كما أرشد إليه آخر الحديث، ويكون مخصصًا لحديث ثوبان السابق. (ولا تزيده الحسنة).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015