لأن ذلك أصلها وسبيلها فتنتهي عن الغرور.
وحاصل هذا البحث أحسن ما يقال في قوله تعالى: {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18] فإن النظر في صورة الأعمال مع عدم الوثوق بها وتحوير اختلالها لا يكاد يسكن قلب المؤمن التقي ما لم تدرج هذه الأمور المذكورة فيصير قد قدم بعد حسن الظن بالله (إن خيراً فخير) فجزاؤه خير (وإن شراً فشر) فجزاؤه شر أي إن كان ظنه في خير فجزاؤه خير ومثله قسمه ولا بد من الفرق بين حسن الظن والغرور ويأتي تحقيقه (طس حل) (?) عن واثلة هو ابن الأسقع.
1928 - "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه؟ أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي". (م) عن أبي هريرة (صح).
(إن الله تعالى يقول) معاتباً ومخاطباً (يوم القيامة يا ابن آدم) خطاب لغير معين بل لمن يصلح لذلك العتاب وحين كان الموقف موقف عتب لم يشرِّفه بالإضافة إليه تعالى بيا عبدي (مرضتُ فلم تَعدني) بفتح المثناة من العيادة تقدم تفسيرها في قوله "اغبوا في العيادة" بأنها زيارة المريض (قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين) كيف للسؤال عن الحال أيّ على أيّ حال وكيفية أعودك