1923 - "إن الله تعالى يقول: إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه". (ت) عن عمارة بن زعكرة.

(إن الله تعالى يقول) الآن في دار الدنيا. (إن عبدي كل عبدي) لفظ كل هنا صفة قال نجم الأئمة: إن من الجوامد الواقعة أوصافاً قياسيًا لفظ كل مانعاً للجنس مضافاً إلى مثل متنوعة لفظاً: ومعنى الحديث الرجل كل الرجل بمعنى كل الرجال أي أنه اجتمع فيه من خلال الخير ما يعرف في جميع الرجال، وذكر في معنى اللبيب أن من وجوه "كل" أن يكون نعتاً لنكرة أو معرفة ويدل على كماله ويجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظًا ومعنى وأشد على المعرفة قوله: "هم القوم كل القوم يا أم خالد". (الذي يذكرني وهو ملاق قرنه) بكسر القاف وسكون الراء كفؤك في الشجاعة وهذه جملة حالية من فاعل يذكر أي يكون ذكره إياي حال لقاء عدوه والقرن وإن كان لا يدل على العداوة فالسياق مرشد، إليه أي أن عبدي الكامل في العبودية من يذكرني في أشد أحواله وأعظم أهواله حال ملاقاة قرنه ونزاله، وذلك لأنه لا يثبت على الذكر في تلك الحال إلا كامل العبودية من الرجال وإلا فإنه حال إزهاق مهجته وتجرع كأس حمامه، فذكره مولاه في ذلك المقام دال على أنه ما أذهله عن ذكره ملاقاة الحمام، فهو دليل على ثبات محبته وحقيقة عبوديته ولذا يفتخر الشعراء بذكر الأحبة في موقف إزهاق الأرواح واختطاف السيوف لها والرماح، قال عنترة:

ولقد ذكرتك والرياح نواهل ... مني وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل الرماح لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسم

وهو كثير في أشعار المتأخرين كقول (الطغرائي):

ولقد أقول لمن يسدد سهمه ... نحوي وأطراف المنية شرع

بالله فتش عن فؤادي هل ترى ... فيه لغير هوى الأحبة موضع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015