قُلُوبِكُمْ} [آل عمران: 103] وانظر كيف ذم الله النمام وجعل النميمة كبيرة وجعل عقوبتها عاجلة في القبر كما في حديث القبرين الذين أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنهما يعذبان وأخبر أن أحدهما كان يمشي بالنميمة، فحرم الله النميمة وإن كانت صدقا وحقا لما فيها من إفساد القلوب وإثارة البغض والعداوة فقبح الحسن وهو الصدق وحرمه وعاقب فاعله وأباح الكذب وحسنه على صلاح بين الرجلين لما فيه من جمع القلوب وحصول الألفة فحسن هنا القبح كما قبح هناك الحسن وأثيب فاعل القبح وعوقب فاعل الحسن باعتبار إفساد القلوب وإصلاحها، تحابوا وتقدمت عدة أحاديث في الحث على الحب في الله بل تقدم حصر الإيمان عليه وعلى البغض فيه وهذا الاستفهام في ذلك المقام تنويه لشأنهم وتعظيمهم. (يوم لا ظل) مبني على الفتح اسم لا. (إلا ظلي) أي رحمتي وفيه حث على التحاب في الله. (حم م) (?) عن أبي هريرة.
1922 - "إن الله تعالى يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحركت بي شفتاه". (حم هـ ك) عن أبي هريرة (صح).
(إن الله تعالى يقول) الآن. (أنا مع عبدي) هي معية خاصة غير المعية العامة. (ما ذكرني) مدة ذكره إياي. (وتحركت بي) بذكري. (شفتاه) قيل إن الذكر على الإطلاق اللساني ولا كمال فيه إلا مع مصاحبة القلب اللسان فقوله: "وتحركت بي شفتاه" دليل أن لا كمال في الذكر القلبي بل الأكمل هو ذكر القلب مع اللسان، وأنه أفضل من ذكر اللسان من غير ذكر القلب فهي رتب ثلاث. (حم ك هـ) (?) عن أبي هريرة رمز المصنف لصحته.