قربة كالتطيب للجمعة مثلاً، نبأ على أن المراد طيب الأفواه نفسها، أو عند ملائكته أطيب من المسك عند بني آدم، وعلى هذا فهو يدل على أن الله تعالى جعل للملائكة إدراكا للرائحة كما جعله لبني آدم، وقد ثبت أنهم يتأذون من الرائحة الكريهة، وأنهم يتأذون مما يتأذى به بنوا آدم كما ورد في النهي عن دخول المسجد لمن أكل الكراث فإنه علل للأذى، وهل المراد في الدنيا أو يوم القيامة بأن تصير رائحة أفواه الصائمين أطيب من المسك محتمل وقد وقع فيه نزاع بين أئمة من أهل الحديث. (حم م ن) (?) عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً أي اجتمعا على روايته.
1918 - "إن الله تعالى يقول: أنا ثالث الشريكين، ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما". (د ك) عن أبي هريرة (صح).
(إن الله تعالى يقول) الآن في الدنيا. (أنا ثالث الشريكين) هما كل مشتركين في أمر من الأمور متعاونين عليه فإنه تعالى ثالثهما في الإعانة على ما اشتركا فيه. (ما لم يخن) من الخيانة ضد الأمانة. (أحدهما صاحبه فإذا خانه خرجت من بينهما) تركت معونتهما وكلتهما إلى أنفسهما وأصابت عقوبة الخيانة الاثنين مع أن الخائن واحد لشؤم الخيانة: اعلم أن المعصية لا يختص شؤمها بفاعلها بل يتعدى إلى غيره وأدلته كثيرة منها هذا ومنها في صحيح البخاري "أنه - صلى الله عليه وسلم - خرج ليخبر أصحابه بتعيين ليلة القدر فتلاحى رجلان" (?) فرفع تعيينها لتلاحي الرجلين فأصاب شؤم تلاحيهما الأمة كلها وحرمت تعيين ليلة القدر، وثبت في الأحدث أن إمام الصلاة إن تلبس عليه القراءة فيها لإساءة من خلفه المأمومين للوضوء وفي القرآن: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ