1916 - "إن الله تعالى يقول: لأهون أهل النار عذاباً لو أن لك ما في الأرض من شيءٍ كنت تفتدي به؟ قال: نعم، قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئًا، فأبيت إلا الشرك ". (ق) عن أنس (صح).

(إن الله تعالى يقول) يوم القيامة. (لأهون أهل النار عذاباً) قد بين أهونهم عذاباً حديث النعمان بن بشير عند مسلم (?) بلفظ "أهون أهل النار عذاباً رجل يوضع في أخمص قدميه نعلان يغلي منهما دماغه"، ويأتي أيضاً "أن أهونهم عذابا أبو طالب وهو ينتعل النعلين من نار يغلي منهما دماغه" فيحتمل أن يراد به أبو طالب أو غيره ممن هو في مثل حاله. (لو أن لك ما في الأرض من شيءٍ) وهذا القول زيادة في عذابه وتحسيره وتنديمه. (كنت تفتدي به؟) هو جواب لو ويأتي باللام وبحذفها ومن الأول {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} ومن الثاني {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا} [الواقعة: 70]. (قال نعم) من باب {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} قيل: الآية {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ} [المائدة: 36] وهنا وقع ما في الأرض.

قلت: ذلك عام لكل كافر وهذا خاص بالأهون عذابًا وذلك في الإخبار أنه ما يتقبل منه الفداء، وهذا في أنه يعرض عليه ويخاطب به وأيضاً يحتمل أن يخاطب بهذا تارة وهذا تارة وفي التنصيص على الأهون عذاباً إفادة أن الأشد عذاباً أكبر توبيخًا وتنديماً وتحسيراً. (قال) الله. (فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئاً) هو بدل من قوله أهون من هذا وهو إشارة إلى ما ثبت في أحاديث واسعة من أنه تعالى لما خلق آدم مسح ظهره وسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها تعالى إلى يوم القيامة أمثال الذر ثم أخذ عليهم الميثاق فقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] طائفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015