1817 - "إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة: يعطى عليها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة. وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة بعطى بها خيراً (حم م) عن أنس (صح) ".
(إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة) لا ينقصه إياها بل (يعطي عليها في الدنيا) خيرًا لو لم تكن إلا إنها تكون لطفًا له في فعل حسنة أخرى (ويثاب عليها في الآخرة) فله فيها خير الدنيا والآخرة (وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا) يوفر عليه خير الدنيا (حتى إذا أفضى) وصل (إلى الآخرة لم يكن له حسنة يعطى بها خيرًا) إن قلت: قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23] فسر العمل بما كانوا يفعلونه من صدقة وصلة رحم فدلت الآية أنها تبطل أعمالهم في الآخرة والحديث دل على أنه لا عمل لهم يوافون به في الآخرة.
قلت: الحديث [1/ 513] أفاد أنهم يعطون عليها الجزاء في الدنيا فيصدق أنهم يوافون الآخرة ولا عمل لهم وأنها تصير هباء لأنهم يؤجرون عليها في الدنيا وبهذا سقط السؤال بأنه ما وجه إبطال أعمالهم الصالحة مع أنه جور لا يجوز عليه فإنه يقال ما هنا إبطال لأعمالهم بل قد جوزوا عليها في الدنيا فأفاد الحديث أن فعل الخير من أي عامل لا بد من جزاء فالكافر يختص جزاء فعله بالدنيا والمؤمن يكافئ في الدارين (حم م عن أنس) (?).
1818 - "إن الله تعالى لا يعذب من عباده إلا المارد المتمرد الذي يتمرد على الله، وأبى أن يقول لا إله إلا الله (هـ) عن ابن عمر (صح) ".
(إن الله لا يعذب من عباده إلا المارد) في النهاية (?): المارد من الرجال