فلولا المرض ما عرف مقدار العافية ولولا الفقر ما عرف مقدار الغنى ولولا الخوف ما عرف مقدار الأمن وكل نعيم في الكون ما عرفت نعمته إلا بضده كما قيل: وبضدها تتبين الأشياء، وأما في الآخرة فلما أعد الله لأهل البلاء من المثوبة التي يتمنى معها أهل العافية لو قرضوا بالمقاريض في الدنيا (الحاكم) هو أبو أحمد وليس من أهل الرموز (في الكنى عن أبي فاطمة الضمري) (?).
1786 - "إن الله تعالى ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بالخير، وإن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا كما يحمي المريض أهله الطعام (هب) وابن عساكر عن حذيفة".
(إن الله تعالى ليتعاهد عبده المؤمن) لا الفاجر فإنه يمد له مدًا (بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بالخير) لأن البلاء خير للعبد (وإن الله ليحمي عبده المؤمن من الدنيا) من نعيمها وحظها العاجل (كما يحمي المريض أهله الطعام) وذلك أنهم يحمونه منه خشية من زيادة العلة أو تأخر برئها عن ظن منهم لذلك والرب تعالى يعلم أنه لا يأتي من الدنيا إليه إلا ضره الضر الذي لا نسبة لضر طعام المريض إليه فإنها تضر قلبه وقالبه ودنياه وآخرته فإذا أحبه حماه كما أن من أحب مريضه حماه عما يضره كما شرحه الحديث الثاني (هب وابن عساكر عن حذيفة) وفيه اليمان بن المغيرة ضعفوه (?).
1787 - "إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا، وهو يحبه، كما تحمون