1757 - "إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة، فإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة؛ وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، فإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى سيئة واحدة، ولا يهلك على الله إلا هالك (ق) عن ابن عباس (صح) ".

(إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات) قدر جزائهما في الكتاب كما بين ذلك بقوله (ثم بين ذلك فمن هم بحسنة) الهم مبدأ الإرادة (فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة) كاملة الأجر كأنه أبرزها وأوقعها فلا نقص معها عن الكمال إنما لا مضاعفة فيها كالتي يوقعها حقيقة ومن هنا قيل: "إن نية المؤمن خير من عمله"؛ لأنه ينوي من الخير أضعاف ما يصدره ويوقعه فأجر نياته أكثر من أجر أعماله (فإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة) تقدم تفسير الضعف أنه المثل والعشر الحسنات لا بد منها في المضاعفة لكل عامل كما وعد به تعالى في قوله: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] وأما الزيادة عليها إلى السبعمائة إلى أكثر أو أقل فهو فضل الله يؤتيه من يشاء (وإن هم بسيئة فلم يعملها) كبيرة كانت أو صغيرة (كتبها الله عنده حسنة كاملة) وظاهره أن ترك عملها سبب في كتبها حسنة كاملة سواء كان ترك العمل بلا إضراب ولا إقلاع عنها ولا خوف من الله أو لمانع عرض مع الإصرار على فعلها والعزم لأنه يصدق عليه أنه تركها، ولكن حديث الثلاثة أهل الغار، وحديث الكفل من بني إسرائيل، يدلان على أن المراد من تركها مخافة لله والعازم على إتيانها والتارك لا لمخافة الله يحتمل أنه لا يكون تركه حسنة (فإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة) لقد عامل الله عباده بعدله فلا يجزئ بالسيئة إلا مثلها كما في الآيات القرآنية وعاملهم [1/ 500] بفضله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015