المقربين) منه تعالى قرب تشريف لا قرب مكان (الشهود) جمع شاهد وهم الأنبياء قال تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ...} إلى قوله: {... وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ} [النحل: 84 - 89]، (الركع السجود الموفين بالعهود) بما عهد الله به إليهم من الإيمان والطاعات وترك المحرمات (إنك رحيم) صفه مشبهة من الرحمة ويوصف به غيره تعالى بخلاف رحمن فإنه يختص به تعالى (ودود) في النهاية (?) فعول بمعنى مفعول من الود المحبة فالله مودود أي محبوب في قلوب أوليائه أو هو فعول بمعنى فاعل أي أنه يحب عباده الصالحين أي يرضى عنهم.
قلت: الأنسب بقرانه برحيم المعنى الأخير (وإنك تفعل ما تريد) ليس لك مكره على أفعالك بل قدرتك عامة واختيارك شامل (اللَّهم اجعلنا) بتوفيقك وتسديدك (هادين) لغيرنا (مهتدين) والاتصاف بكونهم مهتدين مقدم على الاتصاف بكونهم هادين لكنه قدمه في اللفظ إشارة إلى أنه ينبغي الاهتمام بحال الغير وتقديمه على شأن النفس وجرى على الأصل في قوله (غير ضالين) في أنفسنا (ولا مضلين) لغيرنا واجعلنا (سلماً) بكسر المهملة وكسر اللام مسلمين لهم غير محاربين (لأوليائك وعدوًا لأعدائك) واجعلنا (نحب بحبك) بسبب حبنا إياك (من أحبك) فحب من يحب الله من صفات المؤمنين (ونعادي بعداوتك) سبب عداوة الغير إياك (من خالفك) عصاك (اللَّهم هذا الدعاء) الذي أمرت به في قولك ادعوني (وعليك الإجابة) التي وعدت بها في قولك: {أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] (وهذا الجهد) بضم الجيم الطاقة كما تقدم (وعليك التكلان) بضم المثناة الفوقانية من التوكل وهو إظهار العجز