والاعتماد على الغير كما في القاموس (?) (اللَّهم اجعل لي نورًا في قلبي) قال المصنف في المرقاة: قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: ليس المراد هنا حقيقة النور الذي يقهر الأبصار لكنه معبر عن النور بالمعارف وبالظلمات عن الجهل وذلك من مجاز التشبيه لأنّ المعارف والإيمان تبسط النفوس وتذهب عنها الغم ويستبشر بالنجاة من المعاطب تشبيهًا كما يتفق لها ذلك من النور الحقيقي وكذلك تنقص من الجهالات ويستشعر الهلاك تشبيهًا [1/ 417] كما يتفق لها ذلك في الظلمات فلما تشابها عبر بأحدهما عن الآخر إلا أنه هنا يصح جوابًا على نور القلب وأما سائر ما ذكر في الحديث فليس كذلك لأنّ المعارف مختصة بالقلب إلا أن ما عدى القلب مما ذكر في الحديث تتعلق به التكاليف (ونورًا في قبري) أما نور القبر فيحمل على الحقيقة كما يحمل عليها في قوله (ونورًا من بين يدي ونورًا من خلفي ونورًا عن يميني ونورًا عن شمالي) وأما قوله (ونورًا من فوقي ونورًا من تحتي ونورًا في سمعي ونورًا في بصري ونورًا في شعري ونورًا في بشري ونورًا في دمي ونورًا في عظامي) فالظاهر أنه مجاز يراد به انقياد هذه الأعضاء لما خلقت له من الطاعة كأنها صارت نورًا لا يأتي منه إلا كل خير وتدفع بها كلمة المعاصي والآثام (اللَّهم أعظم لي نورًا) اجعل لي نورًا عظيمًا (واجعل لي نورًا وأعطني نورًا) تعظيم طلب النور بعد تلك التخصيصات وقد سمى الله نفسه نورًا فقال: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] وفي أسمائه الحسنى النور وبعد المسألة رجع إلى الثناء فقال (سبحان الذي تعطَّف بالعزِّ) في النهاية (?): تعطف بالعز أي تردَّى به وهو مجاز في حق الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015