1169 - "أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة (ق ت) عن جابر (صح) ".

(أعطيت خمسًا) ويأتي حديث أبي هريرة: "فضلت على الأنبياء بست .. " وحديث أبي أمامة: "فضلت بأربع ... " فإما أن يقال مفهوم العدد غير مراد، أو يقال أنه اطلع أولاً على بعض ما فضل به ثم اطلع آخرًا على الآخر أفاده ابن حجر (?) (لم يعطهن أحد من الأنبياء) وبالأولى غير الأنبياء (قبلي) ولا مفهوم له فإنه لا نبي بعده وظاهر الحديث أنه اختص بكل واحدة من الخمس المذكورة وأنها لم تكن واحدة منها لأحد من الأنبياء قبله وأورد على ذلك أن نوحًا -عليه السلام- كان مبعوثًا إلى أهل الأرض كافة بدليل أنه دعا على أهل الأرض جميعًا فأهلكوا بالغرق إلا أهل السفينة ولو لم يكن مبعوثا إليهم لما أهلكوا بدليل قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15] وأجيب: بأنه يجوز أن يكون غيره بعث في عصره في أثناء مدته فلم يؤمنوا به أيضًا، فدعا على كل من لم يؤمن من قومه وغيرهم فاستجاب الله له، ودفع بأنه لم ينقل أنه بعث في زمن نوح غيره، وأجيب أيضًا: بأن معنى الخصوصية لنبينا - صلى الله عليه وسلم - في بقاء شريعته إلى يوم القيامة ونوح -عليه السلام- كان بصدد أن يبعث نبي في زمنه أو بعده ينسخ شريعته.

قلت: ولا يخفى أنه لا يطابق قوله - صلى الله عليه وسلم - بعثت إلى الناس عامة فلو أراد ما قاله المجيب هذا المقال بعثت بشريعة لم تنسخ، وأجيب أيضًا باحتمال أن دعاءه إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015