السلام، وهو تحية أهل الجنة؛ وأعطيت "آمين" ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون، فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون، الحرث وابن مردويه عن أنس" (ض).

(أعطيت ثلاث خصال) بينها بالإبدال منها (أعطيت صلاة في الصفوف) هو بدل بعض بإعادة العامل أي صلاة الجماعة والظاهر أنه قد أعطيها قبله غيره من الأنبياء وإنما لعله أعطي هيئة الصفوف وتراصها وإتمامها الأول فالأول وليس في هذا اللفظ إفادة اختصاصه بذلك (أعطيت السلام) وهي تحية أهل الجنة كما قال تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} [الرعد: 23، 24] وليس في هذا دلالة على الاختصاص به، كيف وقد حكاه الله عن إبراهيم وضيفه بل ورد أن الله تعالى بعث إلى آدم الملائكة فسلموا عليه وقالوا: هذه تحيتك وتحية أولادك فلعله أراد - صلى الله عليه وسلم - أنه أعطي ذلك بعد استبدال الناس بغيرها عنها كقولهم: "أنعم صباحًا" ونحوه أو أنه أعطي حصر تحية أهل الإِسلام بهذه دون غيرها بخلاف من كان قبله فقد كان لهم تحيات منها السلام (وأعطيت آمين) بالقصر والمد بمعنى استجيب وتقدم أنها طابع رب العالمين على لسان عباده المؤمنين والمراد أعطى قوله عقب قراءة الفاتحة أو مطلقًا (ولم يعطها أحد قبلي) وهو دليل للثاني (ممن كان قبلكم) وفيه دليل أن الخصال الأول لم يرد - صلى الله عليه وسلم - أنه اختص بها دون غيره (إلا أن يكون الله تعالى أعطاها هارون) ليس فيه جزم أنه تعالى أعطاها هارون فإن قوله (إن موسى كان يدعو ويؤمّن هارون) وإن أفاد أن هارون كان يؤمّن لكنه يحتمل [1/ 338] أنه بهذا اللفظ وهو آمين أو بلفظ آخر في معناه فأخبر - صلى الله عليه وسلم - مترددًا هل أعطيه هارون أولاً (الحارث، وابن مرديه عن أنس) رمز المصنف لضعفه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015