التوحيد بلغ بقية الناس فتمادوا على الشرك فاستحقوا العذاب، اختاره ابن عطية، وقال: غير ممكن أن دعوته لم تبلغ البعيد والقريب لطول مدته، وأجاب ابن دقيق العيد أن الدعاء إلى توحيد الله يحتمل أن يكون عامًا في بعض حق الأنبياء وأن التزام فروع شريعته غير عام، وأجيب أيضًا باحتمال أنه لم يكن في الأرض غير قوم نوح عند دعوته فبعثته خاصة بكونها إلى قومه فقط وهي عامة في الصورة.

قلت: ويناسبه قوله وكان النبي يبعث في قومه خاصة وقال الداودي: لم يعطهن أحد يعني لم يجمع لأحد قبله وأن نوحا بعث إلى كافة الناس، وأما الأربع فلم يعط أحد واحدة منهن، قيل: وهذه غفلة منه عن قوله: وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة، فإنه صريح في خصوصيته - صلى الله عليه وسلم - بهذه الخلة ثم أخذ بعد الإجمال في التفصيل فقال (نصرت بالرعب مسيرة شهر) مفهومه أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب، هذه المسافة ولا في أكثر منها لا دونها، وهذه الخاصية حاصلة له على الإطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر وهل هي حاصلة لأمته قال الحافظ ابن حجر: فيه احتمال (?) (وجعلت لي الأرض مسجدًا) موضع سجود (وطهورًا) قيل: أن المراد مجموع جعلها مسجدًا وطهورًا هو الخاصة، وجعلت لغيره مسجدًا ولم يجعل طهورًا لأن عيسى -عليه السلام- كان يسيح في الأرض ويصلي حيث أدركته الصلاة، وقيل: بل الخصوصية في كل واحد؛ لأنه كان من قبله لا يباح لديهم الصلاة إلا في أماكن مخصوصة كالبيع والصوامع كما في حديث عمرو بن شعيب (?): "وكان من قبلي إنما يصلون [1/ 339] في كنائسهم"، وفي حديث ابن عباس عند البزار (?): "لم يكن أحد من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015