من أراد بعد الإحياء، قال: أنا أفعل ذلك فأحيي وأميت، أستحيي من أردت قتله فلا أقتله، فيكون ذلك مني إحياء له، وأقتل الآخر فيكون ذلك مني إماتة له. قال إبراهيم له: فإن الله هو الذي يأتي بالشمس من مشرقها، فإن كنت صادقاً أنك إله فأت بها من مغربها، قال الله عز وجل: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} يعني: انقطع وبطلت حجته1. وكلام عامة المفسرين يدور حول هذا المعنى2.
- المسلك الثاني: الرد التفصيلي: ويكون الرد فيه كما يلي:
أما الشبهة الأولى، وهي: (أن الخليل يجب عليه إزالة الشبهة الأولى التي ألقاها الملك، ولا يليق تركها) فالرد عليها من وجهين:
الوجه الأول: أن الشبهة إذا كانت في غاية البطلان بحيث لا يخفى حالها على أحد لا يمتنع الإعراض عنها إلى ما هو بعيد عن التمويه دفعاً للشغب، وتحصيلاً لما هو المقصود من غير كثير تعب، وأي تلبيس يحصل من هذه الشبهة للعقول حتى يكون الاشتغال بإزالتها واجباً مضيقاً فيخل تركه بالمعصوم3؟ والناس كلهم يعلمون أن جواب الملك جواب أحمق4 اعتمد فيه على الإشراك بالعبارة فقط لا حقيقة المعنى5.