مرات يحادثة ويعرفه أحوال الفلاسفة، وأمر الهندسة والنجوم، وغير ذلك، حتى شغف به المعتضد، وأعجب به كثيراً، ولما تولى الخلافة أقطعه ضياعاً، وقربه إليه، وأدخله في جملة من المنجمين1، وكانت تغلب عليه الفلسفة، وألف كتباً كثيرة في فنون من العلم كالمنطق والحساب، والهندسة، والتنجيم، والهيئة، وهو الذي أدخل رئاسة الصابئة إلى العراق، فثبتت أحوالهم، وعلت مراتبهم، وبرعوا، وبلغ ثابت بن قرة هذا مع المعتضد2 أجل المراتب وأعلى المنازل، حتى كان يجلس بحضرته في كل وقت، ويحادثه طويلاً، ويضاحكه، ويقبل عليه دون وزرائه وخاصته، وله كتاب في طبائع الكواكب، وتأثيراتها، وتوفي سنة ثمان وثمانين ومائتين3.