وما ذكرناه آنفاً ما هو إلا نماذج لعمل أعداء الإسلام في نشر التنجيم بين المسلمين واستغلالهم تشجيع الخلفاء بهم وغفلة المسلمين عن خطرهم، فدخلوا على المسلمين من هذه الثغرة.
وبعد أن ترجمت كثير من كتب الفلاسفة انتشرت هذه الكتب، وتصفحها بعض المسلمين، فصاروا يعتقدون كما يعتقد الفلاسفة1، فاعتقدوا أن الأفلاك نفوساً وعقولاً، وجعلوا الحوادث الكون والفساد مدبرة من قبل النفوس الفلكية العاقلة2.
وأراد الفلاسفة أن يصبغوا عقيدتهم الباطلة شرعية –مستمدين هذه الطريقة من فلاسفة مدرسة الإسكندرية- ليمتصوا بذلك نقمة المسلمين منهم، ولتكون عقيدتهم أدعى لقبول المسلمين إياها، فسموا الأفلاك ملائكة، وسموا ما ادعوه من تدبير الأفلاك للكون بخلافة الملائكة في تدبير خلائقه3.
ومن عرف مراد الأنبياء ومراد الفلاسفة علم بالاضطرار أن هذا ليس هو ذاك، فقد علم بالاضطرار من دين الأنبياء أنه ليس من الملائكة عندهم من هو رب، ولا من هو قديم أمزلى أبدي لم يزل ولا يزال4.
واتخذ كثير من هؤلاء الفلاسفة التشيع ستاراً هم كيعقوب بن