ثم سرية بشير بن سعد الأنصاري في شوال إلى يمن وجبار وهما موضعان نحو الجناب والجناب يعارض خيبر ووادي القرى ثم خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن المدينة يوم الاثنين لست ليال خلون من ذي القعدة لعمرة القضاء التي كان المشركون صدوه عنها بالحديبية فخرج المشركون عن مكة ودخلها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأقام بها وأصحابه ثلاثا ثم خرج عنها وعاد الى المدينة وكان استخلف عليها سباع بن عرفطة، وفيها تزوج ميمونة الهلالية خالة عبد الله بن العباس على ما في هذا الخبر من التنازع بين فقهاء الأمصار وغيرهم ممن تقدم: أنكحها وهو محل أم محرم؟ وهي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش بن حمير وهي العجوز الجرشية أكرم الناس أصهارا كان لها ثماني بنات ميمونة ولبابة الكبرى ولبابة الصغرى وعصماء وعزة بنات الحارث بن حزن وسلمى وأسماء وسلامة بنات عميس بن معد بن الحارث بن تيم ابن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن أفتل وهم جماعة خثعم بن أنمار على ما في ذلك من التنازع في نسب أنمار ومن ألحقه من نساب النزارية بنزار بن معد بن عدنان ومن ألحقه من نساب القحطانية بأراش بن عمرو بن غوث بن بنت بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يعرب بن قحطان.
تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ميمونة على ما وصفنا، وتزوج حمزة بن عبد المطلب سلمى فولدت له أمة الله وقيل أمامة، وتزوج العباس بن عبد المطلب لبابة الكبرى وتكنى أم الفضل فولدت له الفضل لا عقب له وعبد الله أبا الخلفاء