وأخبار العرب البائدة كعاد وعبيل ابني عوص بن أرم بن سام بن نوح، وثمود وجديس ابني عابر ابن أرم بن سام، وعمليق وطسم ابني لاود بن ارم ابن سام ابن نوح، ووبار بن أميم بن لاود بن أرم بن سام بن نوح، وجرهم بن قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشذ بن سام، وعبد بن ضخم بن عبس بن هرم بن عابر بن أرم بن سام وغيرهم وتفرقهم عن أرض العراق بعد تبلبل الألسن، وما كان من قضية المجدل وما ارتجز به كل فريق منهم، وأخبار العرب الباقية من معد وقحطان وأنسابهم وأخبار ملوكهم، وأخبار ملوك حمير من التبابعة وغيرهم والتنازع في كمية أعدادهم، ومن قال إنهم سبعون تبعا واستشهد بقول عبد الرحمن بن حسان بن ثابت أو النعمان بن بشير الأنصاريين
لنا من بنى قحطان سبعون تبعا ... أقرت لها بالخرج منها الأعاجم
وقول من قال أقل من ذلك وأكثر والسبب الّذي به سموا التبابعة ومن قال ان هذه السمة لم يكن يستحقها منهم الا من ملك اليمن وحضرموت واجتمعت له طاعتهم، ومن رأى انه انما قيل للملك منهم تبع تشبيها بالظل الّذي يتفيأ به وأن التبع في أصل اللغة الظل إذ كان الملوك السعداء ظلا لرعيتهم وكهفا لها وملجأ، واستشهادهم بقول ليلى الجهنية، وقيل قول سعدى الجهنية
يرد المياه حضيرة ونفيضة ... ورد القطاة إذا اسمأل التبع
يعنى ارتفع الظل وقيل لمعان غير ذلك، ومن سار منهم في البلاد ووطئ الممالك ووصاياهم وعهودهم وحكمهم ومغازيهم من لدن حمير وهو العرنجج ويسمي أيضا زيد بن سبإ وهو عبد شمس، الى زوال نظامهم، وانقضاء ملكهم بغلبة الحبشة عليهم والتنازع في مدة ما ملكوا من السنين من مكثر ومقلل وأقل ما قيل في مدة ملكهم ما حكاه محمد بن موسى الخوارزمي في زيجه في النجوم وغيره أن ذلك ألف وتسعمائة سنة وثمان وثلاثون سنة