السور الطويل كما ذكرنا آنفا الحاجز بين بلاد برجان وبين البنود الخمسة التي وراء القسطنطينية المبنى في سالف الدهر بين جبلين عظيمين وهو دون النهر العظيم المسمى بالصقلبية «دنابى» وعرضه نحو من ثلاثة أميال على ما قدمناه ذكره وعليه كثير من البرغر والصقالبة وغيرهم من الأمم الواغلين في الشمال وقول من قال إنه جيحون نهر بلخ على ما ذكرناه فيما سلف من هذا الكتاب في أخبار أنهار العالم الكبار ومصباتها في البحار وغير ذلك من أخبار الروم وبلادهم وإنما ذكرنا في هذا الكتاب لمعا استذكارا لما تقدم تصنيفه وتنبيها على ما سلف تأليفه وذكرنا فيما تقدم من كتبنا سائر الممالك والأمم ومساكنهم وملوكهم وسيرهم وسياساتهم وحروبهم ووجوه عباداتهم ممن سكن المشرق والمغرب والشمال والجنوب كالهند والصين والترك والخزر واللان، ومن سكن جبل القبق من اللكز ومن جاور الباب والأبواب وقرب من هذا الجبل من الأمم كاللان والسرير والخزر وجرزان والابخاز والصنارية وكشك والسكاسكية وغيرهم والابر وبرجان والروس والبرغر والافرنجة والصقالبة وأجناس السودان مع اختلاف ديارهم وبنائهم وتباينهم في مساكنهم ولغاتهم واخبار مصر والاسكندرية وملوكها ونيلها وما عليه من ممالك الكوشانيين وهم ولد حام بن نوح وأخبار الكلدانيين وهم السريانيون المسمون النبط وأخبار بنى إسرائيل وأنبيائهم وملوكهم ورؤسائهم وقوامهم والأربعة والعشرين كتابا التي تجتمع اليهود والنصارى عليها وتسميها اليهود الكتب الجامعة والنصارى كتب الصورة- والصورة القديمة اثنا عشر منها صغار واثنا عشر كبار، وتسمى أيضا كتب الأنبياء منها التوراة خمسة اسفار وليس تقرأ النصارى في الكنائس من التوراة الا السفر الأول وهو الخليقة، وغير ذلك مما تقدم عنها وتأخر