العراق وهم النبط للفرس سكان فارس والأهواز وارض الجبال من الماهات وغيرها على ما ذكرنا فيما سلف من هذا الكتاب في باب الأمم السبع قبل تجيل الأجيال وتحزب الأمم، الى أن غلبت الروم على ديار اليونانيين، وصار الجميع روما كغلبة الفرس على مملكة النبط غير ان كل فريق منهم يحفظون أنسابهم ويرجعون إلى شعوبهم، وقد ذكرنا في أخبار اليونانيين من كتاب (فنون المعارف، وما جرى في الدهور السوالف) ، أن هذه البنود التسعة التي تلى ارض الإسلام في هذا الوقت كانت ديار اليونانيين فإلى وراء الخليج بأيام وكانت ديار الروم ما وراء ذلك الى وراء بلاد رومية وارض الافرنجة برا وبحرا، وذلك نحو من خمسمائة فرسخ إلى أن تتصل ببحر أوقيانوس المحيط وبلاد الأندلس، وأتينا على أخبار هذه البنود ومقاديرها وما يتصل منها بالبحر وما لا يتصل، وما فيها من الحصون العظام والموانى والبحيرات والأنهار والهوتات والحمات. وما وطئ منها المسلمون في أيام مغازيهم إلى هذا الوقت المؤرخ به كتابنا وحدودها، وبماذا التنازع في أسمائها، والى ماذا أضيفت وولاتها ومراتبها ومواضعهم وسماتهم ومقادير جيوشهم، ومن يحاربهم من الأمم في البر والبحر، وما استرجعوه مما كان المسلمون غلبوا عليه من بلادهم، كملطية وشمشاط وحصن منصور وقلعة إبريق التي كانت مدينة البيالقة وكان بها عدة من بطارقتهم منهم قربياس مولى آل طاهر بن الحسين وخرسخارس وغيرهما ومدينة سيحان التي يخرج منها العيون التي هي أصل نهر سيحان وهو نهر أذنة من الثغر الشأمى وغير ذلك من الثغور الجزرية فإلى بلاد قاليقلا، وما يتصل بذلك من المشرق والشمال كإرمينية وغيرها والحصون التي عمرت مما كان المسلمون أخربوه في أول الإسلام مما يلي الثغور الشأمية وما غلبت عليه البرغر وبجناك من الترك وغيرهم من الولندرية من ثغور الروم في هذا الوقت، وخبر السور المسمى بالرومية «مقرون تبخس» تفسير ذلك