ملك فارس حين أخذهم بالتمجس وامتناعهم من ذلك وقتله منهم نحوا من مائتي ألف وغير ذلك من أخبارهم، وذكر الملكية أن مقالة نسطورس كانت درست فأحياها برسوما مطران نصيبين ودعا اليها المشارقة من النصارى فدانوا بها.
قال المسعودي: وفي هذا المجمع خالفت النسطورية الملكية وافترقوا عنهم، فمن المجمع الثاني المائة والخمسين الأسقف الذين اجتمعوا بمدينة القسطنطينية ولعنوا مقذونس إلى هذا المجمع المائتي أسقف الذين اجتمعوا بمدينة افسيس احدى وخمسون سنة، وكان في أيام تدوس هذا عند النصارى حوادث في الدين والملك منها نفيه يوحنا المعروف بفهم الذهب بطريرك القسطنطينية بحكومة حكمها في كرم فكرهت ذلك زوجة الملك يدوقية، وغير ذلك الحادي عشر مرقيان، ملك ست سنين وفي أول سنة من ملكه كان السنهودس الرابع بمدينة خلقيذون على ديسقرس بطريرك القسطنطينية وأوطيسوس اجتمع فيه ستمائة وثلاثون أسقفا فمن المجمع الثالث المائتي أسقف الذين اجتمعوا بمدينة أفسيس إلى هذا المجمع احدى وعشرون سنة وفي هذا المجمع خالفت اليعقوبية سائر النصارى وفارقوهم، وقد ذكرنا في (كتاب أخبار الزمان، ومن اباده الحدثان) من الأمم الماضية والأجيال الخالية والأمم الداثرة في أخبار ملوك الروم وطبقاتهم وسيرهم خبر يعقوب البرذعانى الأنطاكي، وقيل الحراني تلميذ سورس، وكيف أضيف أهل مقالة ديسقرس إلى اليعاقبة، ونسبوا إلى يعقوب، وما كان من سواري. وقد ذكرنا في أخبار ملوك الروم المنتصرة من كتاب (فنون المعارف، وما جرى في الدهور السوالف) عند ذكرنا مرقيان هذا والسنهودس الّذي كان في أيامه أيامه اتفقت عليه الملكية والنسطورية واليعقوبية وما اختلفت فيه من الكلام في الأقانيم والجوهر وغير