ذلك الوقت بالمدائن من أرض العراق لداديشوع يعد بلادها في ملك فارس.
قال المسعودي: فذكرت العباد أن تيادوس الملك كان كتب إلى يوحنا بطريرك أنطاكية وأساقفته ان يسيروا الى المدينة أفسيس، لينظروا فيما بين نسطورس وقورللس بطريرك الإسكندرية من الخلاف فاجتمع نسطورس وأصحابه وقورللس وأصحابه بها فانتدب قورللس فحرم نسطورس قبل موافاة يوحنا صاحب انطاكية الّذي جعله الملك حكما بينهما فلما رأى نسطورس ان قورللس يجرى الى الحيلة والمغالبة العدول عن الحق اعتزل وقال الديانة لا تكون بالمجاذبات والحيل وطلب الرئاسات وان يوحنا بطريرك انطاكية لما وافى فوقف على فعل قورللس أنكره عليه وحرمه وأنكر ذلك عليه عند قراءته مقالة نسطورس ومقالة قورللس وصحح مقالة نسطورس وأمانته ورد مقالة قورللس وذكر انها مخالفة للحق لا يجوز لأحد أن يقول بها ولا يتقلدها وان يوحنا عاد إلى انطاكية وكتب إلى يطريرك المشرق بما جرى وتوجه الحيلة على نسطورس من صاحب الإسكندرية ببذل الأموال لبطانة الملك حتى حل الحرم عنه وبقي حرم نسطورس، فكان هذا أحد أسباب الخلاف بين أهل المشرق من النصارى وأهل المغرب وداعية إلى ما كان بينهم من العداوة والقتال وسفك الدماء، والعباد تذكر أن أول البطاركة السريانيين الذين نزلوا كرسي المشرق على قديم الأيام بعد صعود المسيح إلى السماء بنحو ثلاثين سنة بعد توما أحد الاثني عشر ادى السليح قبل حدوث الخلاف بين النصارى وهو ادى برمارى السليح من السبعين وهو نصر أهل المدائن ودير قنى وكسكر وغيرهما من السواد وبنى بيعتين إحداهما بالمدائن دار مملكة فارس يومئذ وجعلها كرسيا لمن يأتى بعده من البطاركة ورسم ألا تتم البطركة لمن نصب لها إلا في هذه البيعة، وأخرى بديرقنى وقبره بها، وقد ذكرنا فيما سلف من كتبنا خبر المشارقة من النصارى مع سابور