ذلك، وما احتج به كل فريق منهم لذلك على الشرح، وقول من خالف هؤلاء من فرق النصارى الاريوسية والمارونية والبيالقة وهو المذهب الّذي أحدثه بولس الشمشاطي، وهو من أول بطاركة انطاكية وأصحاب الكراسي بها متوسطا بين مذاهب النصارى والمجوس وأصحاب الاثنين من تعظيم سائر الأنوار وعبادتها على مراتبها وغير ذلك، وإنما نذكر في هذا الكتاب لمعا وجوامع منبهين بذلك على ما تقدم من كتبنا وسبق من تصنيفنا، ولليعاقبة كرسيان لا ثالث لهما، أحدهما بأنطاكيّة، والآخر بمصر، والغالب على نصارى مصر من الأقباط وغيرها بفسطاطها وسائر كورها وما يليها من أرض النوبة والأحابش رأى اليعقوبية وبها منهم ما لا يحيط به الإحصاء كثرة ومقام بطركتهم بدير يعرف بأبي مقار بناحية الاسكندرية والملكية والنسطورية بمصر قليلون جدا، وما عدا هذين البلدين فإنما لليعقوبية مطارنة واساقفة الثاني عشر لاوون الكبير، ملك ست عشرة سنة.
الثالث عشر لاوون الصغير، ملك سنة وكان يعقوبى المذهب وأراد حمل أهل مملكته على ذلك فهلك ولم يبلغ ما أراده وقيل إنه اغتيل بالسم.
الرابع عشر زينون، ملك سبع عشرة سنة وكان يعقوبى المذهب وزهد في الملك وجعله الى ولده فهلك ولده فعاد الى الملك.
الخامس عشر انسطاس، ملك سبعا وعشرين سنة وكان يعقوبى المذهب.
السادس عشر يوسطين، ملك تسع سنين وتتبع اليعقوبية بالقتل والنفي.
السابع عشر يوسطانوس، ملك تسعا وعشرين سنة، وفي ملكه كان السنهودس الخامس بمدينة القسطنطينية فحرموا اريجانس أسقف منبج لقوله بتناسخ الأرواح في أجسام الحيوان وتبديل الأسماء وتغير الأجسام، وان الله عز وجل لا يفعل ذلك بخلقه الا باستحقاق لما ارتكبوه من الاجرام وانه لا يجلب