مثنوى المذهب إذ كانت الثنوية تمتنع من ذلك، فاما البطاركة والأساقفة والرهبان بغير مصر والاسكندرية كرومية وانطاكية وغيرهما من البلاد فإنهم امتنعوا من أكل اللحم وأكلوا بدلا عنه السمك محنة لهم إذ كانت الثنوية لا تأكل اللحم ولا السمك الا السماعين منهم فان منهم من يأكل اللحم والسمك، ومنهم من يأكل السمك دون اللحم.

قال المسعودي: ولثماني سنين خلت من ملكه ظهر الفتية أصحاب الكهف الذين كانوا قد هربوا من داقيوس الملك على ما قدمنا في أخبار الطبقة الاولى من ملوك الروم في هذا الكتاب وقد ذكرنا في كتاب (فنون المعارف، وما جرى في الدهور السوالف) أخبارهم وما قيل فيهم والتنازع في موضعهم أهو الموضع الّذي بمدينة افسيس وراء مدينة زمرنى على البحر الرومي، أم الهوته التي تسمي خارمى مما يلي قرة بأرض الروم، أم غيرهما من المواضع التي يشار اليها بذلك؟

وخبر تدوس الملك والسبب في إفضاء الملك إليه وما كان من خبره قبل ذلك وبعده.

التاسع أرقاذيوس بن ثدوس ملك ثلاث عشرة سنة.

العاشر تدوس الصغير بن تدوس الكبير ملك اثنتين وأربعين سنة ولإحدى وعشرين سنة خلت من ملكه كان السنهودس الثالث بمدينة أفسيس على بطريرك القسطنطينية نسطورس وكان على كرسيها أربع سنين حضر هذا المجمع مائتا أسقف، وكان المقدم فيه قورللس بطريرك الاسكندرية، وكلسطوس بطريرك رومية، وبولانيوس بطريرك إيليا فلعنوا نسطورس وتبرءوا منه ونفوه فسار إلى صعيد مصر فأقام ببلاد اخميم والبلينا ومات بقرية يقال لها سيفلح وموضعه معروف في هذا الوقت المؤرخ به كتابنا، وأضافت الملكية العباد من النصارى وهم المشارقة إليه تقريعا لهم بذلك فسموا النسطورية وكانت رئاسة البطركة للمشارقة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015