الثاني هو طور هارون وهو على أيام من جبل طور سينا والثالث طور زيتا على ما ذكرناه والرابع طور الأردن بين فلسطين وطبرية جميعها للملكية من النصارى والأطوار الجبال وبنت هيلانى كنيسة حمص وهي احدى عجائب العالم على أربعة أركان، وكنيسة الرهاء من بلاد ديار مضر وهي احدى عجائب العالم الأربع المذكورة، وكانت هيلانى من بلاد الرهاء من قرية تعرف بتل فخار الى هذا الوقت المؤرخ به كتابنا هذا، على طريق آمد وقد أتينا على خبر قسطنس أبى قسطنطين، والسبب في تزوجه بها عند مشاهدته إياها والعجائب الأربع جامع دمشق، ومنارة الاسكندرية، وقنطرة سنجة وهذه الكنيسة، وقد أغفل قوم من مصنفي الكتب في التواريخ والسير من النصارى فزعموا أن خروج هيلانى أم قسطنطين الى الشأم كان لسبع سنين من ملك ابنها قسطنطين وهذا غلط متفاحش لأن قسطنطين دان بالنصرانية بعد مضى عشرين سنة من ملكه قال المسعودي: ولقسطنطين أخبار وسير وسياسات في الملك والدين وسير في الأرض وحروب قبل تنصره وبعده، وقد أتينا على جميع ذلك في كتابنا في (اخبار الزمان، ومن اباده الحدثان) من الأمم الماضية، والأجيال الخالية، والممالك الداثرة، وما تلاه من الكتاب الأوسط وفي النسخة الاخيرة من كتاب (مروج الذهب، ومعادن الجوهر) وفي كتاب (فنون المعارف، وما جرى في الدهور السوالف) وفي كتاب (الاستذكار، لما جرى في سالف الاعصار) وانما نذكر في هذا الكتاب لمعا من ذلك، ليكون منبها عليها ومدخلا اليها الثاني من المنتصرة قسطنطين بن قسطنطين بن هيلانى. ملك أربعا وعشرين سنة، وكان أبوه قسطنطين عهد اليه بالملك في حياته وولاه القسطنطينية وولى