أخاه قسطنس انطاكية والشأم ومصر والجزيرة وجعل مقامه بأنطاكيّة وولى أخاه قسطوس رومية وما يليها من بلاد الافرنجة والصقالبة وغيرهم من الأمم وأنزله رومية وأخذ على أخويه هذين العهود والمواثيق بالانقياد لأخيهما قسطنطين فاستقام ملكه الى أن هلك الثالث يوليانوس ابن أخي قسطنطين بن هيلانى ملك سنتين، وكان يخفى الصابئية في أيام عمه وابن عمه، فلما ملك أظهرها وارتد عن دين النصرانية وخرب الكنائس، ورد التماثيل التي جعلها الصابئون مثلا للجواهر العلوية والأجسام السمائية التي هي وسائط بين العلة الاولى عندهم وبين الخليقة في العبادات، وقتل من النصارى خلقا كثيرا، وجعل عقوبة من لم يرتد الى الحنيفية القتل، وكان يأخذ من عاد الى الحنيفية بإلقاء اللبان على النار والاكل من ذبيحة الحنفاء وغير ذلك، وكان عظيم السطوة كثير الجنود.

قال المسعودي: وسار الى ارض العراق في ملك سابور بن أردشير فهلك بسهم غرب أصابه. وقد أتينا على خبره وخبر سابور الجنود ملك بابل وما كان بينهما من الحروب في الجزء السابع من (كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر) في أخبار الفرس في ملك سابور والروم تسميه «باربديس» تفسير ذلك المرتد والصابئة «أوسيبوس» تفسير ذلك المؤمن التقي، والنصارى جميعا يتبرءون منه ومنهم من يدعوه «البزتاط» .

الرابع يوبيانوس، ملك سنة وكان خليفة يوليانوس المقتول ومعه في عسكره ففزعوا الى تمليكه عليهم فأبى الا أن يرجعوا الى النصرانية فأجابوا الى ذلك فرد دين النصرانية وانصرف بجيوش الروم عن العراق بعد قصص كانت له مع سابور ومهادنة قد ذكرناها فيما سلف من كتبنا.

الخامس والنطيوس، ملك اثنتي عشرة سنة وخمسة أشهر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015