أضيفت الأريوسية من النصارى ووضعوا في هذا المجمع الأمانة التي يتفق عليها سائر النصارى من الملكية، واليعقوبية والعباد وهم النسطورية، ويذكرونها كل يوم في القداس ولهم أربعون كتابا فيها السنن والشرائع واتفقوا على أن يكون فصح النصارى يوم الأحد الّذي يكون بعد فصح اليهود، وألا يكون فصح اليهود مع فصح النصارى وكان المقدم والرئيس في هذا المجمع الإسكندر، بطريرك الاسكندرية من بلاد مصر وهو بالرومية «بطريركس» تفسيره رئيس الآباء فخفف، وحضر اسطاث بطريرك انطاكية، ومارقس أسقف بيت المقدس، ويوليوس بطريرك رومية، وكان هذا الاجتماع في اليوم التاسع عشر من حزيران سنة 636 للإسكندر الملك وقيل انها السنة التاسعة عشرة من ملك قسطنطين وكثير من النصارى يعد ذلك من شمعون بن قلوفا فأضافها إليه، وبنت هيلانى بإيليا الكنيسة المعروفة بالقيامة في هذا الوقت الّذي يظهر منها النار في يوم السبت الكبير الّذي صبحه الفصح، وكنيسة قسطنطين وديارات كثيرة للنساء والرجال على الجبل المطل على مدينة بيت المقدس المعروف بطور زيتا وهو بإزاء قبلة اليهود وعمرت مدينة إيليا عمارة لم يكن قبلها مثلها، ولم يزل ذلك عامرا الى أن أخربته جنود الفرس حين غلبت على الشأم ومصر وسبت من كان في تلك الديارات وغيرها قبل ظهور الإسلام وذلك في ملك كسرى أبرويز ملك فارس والملك على الروم يومئذ فوقاس على ما نحن ذاكروه فيما يرد من هذا الكتاب مجملا وقد سلف في كتبنا مشروحا والأطوار المقدسة للنصارى أربعة، فأولها طور سينا الّذي كلم الله موسى عليه وأنزلت عليه التوراة وهو على أيام من مدينة القلزم، وعلى يوم وبعض آخر من راية من ساحل بحر القلزم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015