الكوذكانه وغيرهم من أجناس الروس، والروم تسميهم «روسيا» معنى ذلك الحمر وقد دخل كثير منهم في وقتنا هذا في جملة الروم، كدخول الأرمن والبرغر وهم نوع من الصقالبة والبجناك من الأتراك، فشحنوا بهم كثيرا من حصونهم التي تلى الثغور الشأمية وجعلوهم بإزاء برجان وغيرهم من الأمم المتأبدة لهم والمحيطة بملكهم، وأبدوا مدينة على هذا الخليج مما يلي الشأم والجزيرة لا من جانب القسطنطينية ومن هذه العدوة الى القسطنطينية مائتا ميل رومية، تكون أميالا بأميالنا نحو مائة وعشرين ميلا، وابدو جبلان جبل من هذا الجانب من عمل الأبسيق وجبل من ذلك الجانب من عمل تراقية، وكان على هذين الجبلين حرس على كل جبل عشرون رجلا يحرسون المراكب إذا دخلت وخرجت ويفتشونها وكانت فيه سلسلة تفتح وتغلق في عمودي حديد من هذا الجانب إلى ذلك الجانب هو باب الخليج الّذي يحاصر به القسطنطينية حين كان للمسلمين أسطول يغزونهم من الثغر الشأمى والشأم ومصر و «الاسطول» كلمة رومية سمة للمراكب الحربية المجتمعة وقد ذكرنا فيما سلف من كتبنا السبب في كيفية بناء القسطنطينية والتنازع في ذلك، وقول من قال إن ما وراء الخليج كان من أرض برجان فاحتال قسطنطين على ملك برجان لعلمه بالموضع وحصانته حتى أذن له في بنائها وما يذم من خصالها وهوائها ومائها وتربتها، وأن الخيل لا تنزو بها ولا تصهل لما يلحقها من الربو لنداوة البلد وعفونته، وقبل ان ذلك لطلسم فيها وغير ذلك من أخبارها ولعشرين سنة خلت من ملك قسطنطين كان «السنهودس» الأول بمدينة نيقية من بلاد الروم تفسير ذلك المجمع وهو القداس حضر هذا المجمع ألفان وثمانية وأربعون أسقفا مختلفو الآراء فاختير منهم ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا متفقين غير مختلفين فحرموا أريوس الإسكندراني والى اسمه