رئيستين: الأولى: وهي وجوب الاهتمام والتركيز على الجوانب المادية والاقتصادية. والثانية: وهي إمكانية الاكتفاء بالكتب المطبوعة، ففيها التوضيح الكافي للعبادات التي كُلفنا بها.
ويمكن الإجابة عن هذه التساؤلات بما يلي:
فالنقطة الأولى يمكن أن يقال عنها: إن المعركة المستعرة الآن تدور حول الهوية والمفاهيم الثقافية والحضارية، ومحاولة تعميم القيم والمبادئ الغربية، وجعلها نموذجًا حضاريًا كاسحًا ومعيارًا ثقافيًا إلغائيًا. فمشكلتنا مشكلة فكرية وهزيمتنا هزيمة نفسية قبل أن تكون هزيمة مادية، وقد علمنا التاريخ كيف أن الواثق بنفسه المعتز بحضارته وقيمه ينتصر في النهاية وإن كان ضعيفًا ماديًا.
فالبعث والنهوض بواقع الأمة الراكد والراكن إلى الجمود والاجترار والانزلاق نحو التغريب والانسلاخ من منظومته وقيمه المعرفية، لم ولن يكون إلا بالرجوع إلى ركائز الرسالة الخالدة؛ رجوعًا عقلانيًا بعيدًا عن العاطفة وتسطيح الأمور وتبسيطها مع مراعاة السنن الإلهية في هذا الكون، والأخذ بالأسباب المادية المشروعة، فإن عزمنا على ذلك فلا مناص لنا من استلهام الماضي والتوغل في العمق التاريخي لاكتناه حقيقة تراثنا والاطلاع على مواقع القوة والضعف وأسباب النهوض والسموط، وإخضاعه لعملية نقدية، بل تشريحية جريئة بعيدة عن كيل المدائح والاقتصار على الافتخار والتقديس. وهذا كله لا يحط من قدره أو ينزل من قيمته بل غاية ما يقصد منه الوقوف على تجارب الأسلاف لتجنب أخطائهم واستصحاب صوابهم. وبذلك نصل إلى التجديد والتجدد الذاتي.
والتراث الفقهي يعد حلقة رئيسية وأساسية لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها في فهمنا للتراث عمومًا والكتاب والسنَّة خصوصًا، وذلك لتضمنهما عصارة أفكار وجهود أئمة الإسلام.
وبالنسبة للنقطة الثانية، فإنه لا يقول بها إلا من يرى الحياة جامدة