. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــQثم بعد ذلك ساق حديث ابن مسعود فقال: (وعن ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار» (?) .

وجه الاستدلال منه: أنه قال: «من مات وهو يدعو من دون الله ندا» ودعوة الند من دون الله من الشرك الأكبر؛ لأن الدعاء عبادة، وهو من أعظم العبادات؛ فقد جاء في الحديث الصحيح: «الدعاء هو العبادة» ، (?) وفي معناه حديث أنس الذي في السنن، ولفظه «الدعاء مُخُّ العبادة» (?) . فهو أعظم أنواع العبادة، فمن مات وهو يصرف هذه العبادة أو شيئا منها لند من الأنداد، فقد استوجب النار.

وقوله: «دخل النار» : يعني كحال الكفار، فيكون خالدا فيها؛ لأن المسلم إذا وقع في الشرك الأكبر: فإنه يحبط عمله بذلك، ولو كان أصلح الصالحين، وقد قال - جل وعلا - لنبيه: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ - بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 65 - 66] [الزمر: 65 - 66] فالله عظيم، والله أكبر، وخلقه كلهم محتاجون إليه، وعبيد له - سبحانه -، بمن فيهم أفضلهم: وهم الأنبياء والمرسلون، فلو فرض أنْ أشرك نبينا صلى الله عليه وسلم لحبط عمله، ولكان في الآخرة من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015