. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQالخاسرين، أفلا يوجب هذا أن يخاف من هو دونه ممن يدعي الصلاح والعلم من الشرك؟!! بل قد شاع في هذه الأمة أن بعض المنتسبين إلى العلم يدعو إلى الشرك ويحض عليه ويُكَرِّه ويُبَغِّض في التوحيد وحال هؤلاء، كما قال الله - جل وعلا - عن أسلافهم: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45] [الزمر: 45] .
فوجه الاستدلال ظاهر - إذًا - في قوله صلى الله عليه وسلم: «من مات، وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار» ، وأنه يوجب الخوف، لأن قصد المسلم، بل قصد العاقل: أن يكون ناجيا من النار، ومتعرضا لثواب الله في الجنة.
ولفظ «من دون الله» يكثر وروده في القرآن والسنة، ويراد به عند علماء التفسير، وعلماء التحقيق شيئان:
1 - أن تأتي بمعنى (مع) ، فيكون معنى: «من دون الله» أي مع الله، وعبَّر عن المعية بلفظ «من دون الله» ؛ لأن كل من دُعي مع الله، فهو دون الله - جل وعلا -، فهم دونه والله - جل وعلا - هو الأكبر، وهو الأعظم، وفي هذا دليل على بشاعة عملهم.
2 - أن تأتي بمعنى (غير) فيكون معي: «من دون الله» أي: يدعو إلها غير الله، يعني أنه لم يعبد الله، وأشرك معه غيره، بل دعا غيره استقلالا، فشملت «من دون الله» الحالين: من دعا الله ودعا غيره، ومن دعا غير الله وتوجه إليه استقلالا.