. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQلكن إذا عرض الرياء له في أثناء العبادة، فيكون ما زاده لأجل الرؤية باطلا، كما قال - عليه الصلاة والسلام -: «قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» (?) .
فالشاهد من حديث الباب: قوله - عليه الصلاة والسلام -: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» فهو أخوف الذنوب التي خافها النبي - عليه الصلاة والسلام - على أهل التوحيد؛ لأنهم ما داموا أهل توحيد فإنهم ليسوا من أهل الشرك الأكبر، فيكون أشد ما يُخاف عليهم هو الشرك الأصغر. والشرك الأصغر تارة يكون في النيات، وتارة يكون في الأقوال، وتارة يكون في الأعمال، يعني أنه يكون في القلب، وفي المقال، وفي الفعال، وسيأتي في هذا الكتاب بيان أصناف كل واحد من هذه الثلاثة.
فيدل قوله - عليه الصلاة والسلام -: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» أنه أخوف الذنوب على هذه الأمة. لكن لماذا خافه النبي صلى الله عليه وسلم وكان أعظم الذنوب خوفا؟ الجواب: أنه كان كذلك لأجل أثره، وهو أنه لا يغفر، ولأجل أن الناس قد يغفلون عنه. والشيطان حريص على إيقاع أهل التوحيد في الشرك الأصغر، ووصمهم بالرياء في الأقوال، والأعمال، والنيات. وفرحه بذلك أعظم من فرحه بغيره من الذنوب.