. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQسبحانه وتعالى، وإذا كان المخلوق يقدر على ذلك الكشف: فإنما هو من جهة أنه سبب، فالله هو الذي جعله سببا يقدر على أن يكشف بإذن الله - جل وعلا -، وإلا فالكاشف حقيقة هو الله - جل وعلا -، والمخلوق ولو كان يقدر فإنما قدر بإقدار الله له؛ إذ هو سبب من الأسباب، فالحاصل: أن الكاشف على الحقيقة هو الله وحده، وإذا تبين ذلك: ظهر لك وجه استدلال المصنف بهذه الآية ومناسبة الآية للترجمة، من عدة جهات كما ذكرنا.
ثم أورد الشيخ - رحمه الله - قوله تعالى: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} [العنكبوت: 17] [العنكبوت: 17] .
ليبين أن الاستغاثة والدعاء هما من أعظم أسباب الحياة؛ فمن لم يكن عنده رزق فإنه يوشك على الهلاك؛ ولهذا ذكر الإمام هذه الآية التي فيها النص على توحيد جهة طلب الرزق؛ لأن معظم حال المستغيثين إنما هي لطلب الرزق.
والرزق اسم عام يشمل كل ما يصلح أن يُرزق، يعني: أن يُمنح ويُعطى؛ فيدخل في ذلك الصحة، والعافية، والمال، والطعام، والمنزل، والدواب، وكل ما يحتاجه المرء.
وقوله في الآية: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [العنكبوت: 17] أصل تركيب الكلام فيها: فابتغوا الرزق عند الله، و (ابْتَغُوا) فعل أمر، و (الرزق) مفعول، و (عند الله) الأصل أن يتأخر على المفعول، أي فابتغوا الرزق عند الله. قال علماء المعاني - من علوم البلاغة -: إن تقديم ما حقه