. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــQفقوله: {فَإِنْ فَعَلْتَ} [يونس: 106] يعني: إن دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك: {فَإِنَّكَ إِذًا} [يونس: 106] يعني: بسبب الدعوة {مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس: 106] والظالمون جمع تصحيح للظالم، والظالم: اسم فاعل الظلم، والظلم: المراد به هنا: الشرك كما قال جل وعلا: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]

ثم قال: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} [يونس: 107] اعلم أن غرض من يلجأ إلى غير الله، أو يستغيث، أو يستعيذ بغيره: إنما هو طلب كشف الضر. وقد أبطل الله تعالى هذا التعلق الشرعي بقاعدة عامة تقطع عروق الشرك من القلب؛ حيث قال: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ} [يونس: 107] يعني: إذا مسك الله بضر فمن يكشف الضر؟؟ الجواب: يكشفه من قدره، ومن قضاه عليك، وهكذا كل أنواع التوجه لغير الله - جل وعلا -، أيا كانت. ولكن ما دام أنه أذن بالتوجه إلى المخلوق فيما يقدر عليه، كالتوجه إليه بطلب الغوث، أو نحو ذلك: فإنه يكون مما رخص فيه، والحمد لله.

وقوله في هذه الآية: {بِضُرٍّ} [يونس: 107] نكرة جاءت في سياق الشرط فتعم جميع أنواع الضر: سواء أكان ضرا في الدين، أم كان ضرا في الدنيا، يعني: كان ضرا في الدنيا من جهة الأبدان، أو من جهة الأموال، أو من جهة الأولاد، أو من جهة الأعراض، ونحو ذلك إذًا: فمعنى قوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ} [يونس: 107] أي بأي نوع من أنواع الضر: {فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} [يونس: 107] أي: الذي يكشف الضر في الحقيقة: هو الله - جل وعلا -، لا يكشف البلوى إلا هو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015