. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــQالتأخير: يفيد الاختصاص، والأصل: فابتغوا عند الله الرزق واجعلوا ذلك الابتغاء مختصا بالله - جل وعلا -، هكذا يفهم العربي معنى الآية، أي: فليكن ابتغاؤكم الرزق من عند الله وحده، فلا تستغيثوا بغيره في طلب رزق، ولا تستنجدوا بغيره في طلب رزق، وإنما ذلك لله - جل وعلا -.

ثم قال: {وَاعْبُدُوهُ} [العنكبوت: 17] ؛ ليجمع أصناف السؤال بما يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة.

ثم قال: (وقوله {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} [الأحقاف: 5] [الأحقاف: 5] ) :

دلالة الآية ظاهرة في أنها واردة في سياق الدعاء؛ لأن الله تعالى قال: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الأحقاف: 5] فهي ظاهرة في أن ثَمَّ داعيا، وثم مدعوا، وذاك المدعو: غير الله - جل وعلا -.

ووجه الدلالة من الآية أن الله تعالى وصف كل من يدعو من دون الله بأنه في غاية الضلال، ومنتهى الغواية، وأنه لا أحد أضل منه، والدليل على أنه أراد الأموات ولم يرد الأصنام والأحجار والأشجار أنه قال {مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأحقاف: 5] فجعل غاية المنع من الإجابة إلى يوم القيامة، وهذه في الأموات؛ لأن الميت إذا كان يوم القيامة: نشر وصار يسمع وربما أجاب طلب من طلبه لأنه يكون في ذلك المقام حيا وربما كان قادرا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015