. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQويدخل في ذلك الاستعاذة، والاستغاثة التي هي: طلب الغوث، وكذلك دعاء العبادة بأنواعه: كالصلاة، والزكاة، والتسبيح، والتهليل، والسجود، وتلاوة القرآن، والذبح، والنذر، وكذلك: أعمال القلوب، كالتوكل، والمحبة التي هي عبادة والرجاء الذي هو عبادة وخوف السر. فهذه العبادات كلها لا تصلح إلا لله. وهي من أنواع دعاء العبادة.
فهذه الآية دلت على النهي عن أن يتوجه أحد إلى غير الله - جل وعلا - بدعاء مسألة، أو بدعاء عبادة وقد نُهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك أعظم النهي، ووجه إليه الخطاب بذلك، مع أنه إمام المتقين، وإمام الموحدين.
وقوله: {مِنْ دُونِ اللَّهِ} [يونس: 106] يعني: مع الله، أو: من دون الله استقلالا.
وقوله: {مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ} [يونس: 106] يعني: الذي لا ينفعك ولا يضرك، و (ما) تشمل العقلاء، فالعقلاء: كالملائكة، والأنبياء، والرسل، والصالحين. وغير العقلاء: كالأصنام، والأحجار، والأشجار، هذا من جهة الدلالة اللغوية لـ (ما) .
وقوله تعالى لنبيه: {فَإِنْ فَعَلْتَ} [يونس: 106] يعني: إن دعوت من دون الله أحدا؛ وذلك الأحد موصوف بأنه: لا ينفعك، ولا يضرك {فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس: 106] وهذا إذا كان في حق النبي عليه الصلاة والسلام الذي كمل الله له التوحيد أنه إذا حصل منه الشرك: فإنه يصبح ظالما، ويصبح مشركا وحاشاه عليه الصلاة والسلام من ذلك: فهو تخويف عظيم لمن هو دونه ممن لم يُعصم، ولم يُعط العصمة من ذلك، من باب أولى.