فصل
ومنها: أن تكون أقل أوصافا من الأخرى كقولنا في إزالة النجاسة: أنه مائع لا يرفع الحدث، (فلا) يزيل النجس مع قولهم مائع طاهر مزيل للعين يحتمل أن تكون القليلة الأوصاف أولى، لأنها أسلم، وبذلك قال أكثر الشافعية، ولأنها تجري مجرى المعقولات، فكانت أولى وهذا دعوى، لأن (كليهما) (سواء في السلامة)، ويحتمل أن تكون الكثيرة الأوصاف أولى، لأنها أشبه بأصلها، وعندي أنهما سواء، لأن كل واحد منهما من جنس الأخرى، وهي مفيدة بحكمها سالمة عن الفساد (فهما) كالمتساويتين.
فإن قيل: استواؤهما في إثبات الحكم، لا يدل على استوائهما في القوة كالخبر مع القياس.
قلنا: بل يدلان على الاستواء، إذا كانا (من) جنس فأما الخبر فهو من غير جنس القياس، لأن دلالته من حيث النطق والقياس من حيث المعنى، فجاز أن يتفاضلا في القوة.