الفساد حصل في العلة، فدل على فسادها، (وليس) إذا قلنا): ما حصل فيه وجه فساد: فهو فاسد يلزم منه أن ما ليس فيه وجه فساد فهو صحيح، (وإنما يلزم منه أن ما ليس بفاسد فليس فيه وجه من وجوه الفساد، بين هذا): (أن قولنا): الإنسان حيوان (لا يلزم منه أن ما ليس بإنسان بحيوان)، وإنما يلزم أن ما ليس بحيوان فليس بإنسان، ولهذا لو قال النبي صلى الله عليه وسلم: زيد (ليس) في الدار، بطل قولنا: (إنه في الدار)، ولا يجب إذا لم يقل ذلك، أن نقول: (إنه في الدار، كذلك هاهنا، (ومعنى) هذا أن الشيء يجوز (أن يثبت) لمعنى، ولا يثبت ضده لعدم ذلك المعنى، ألا ترى أن الحكم يثبت صحته بالإجماع، (ثم لا يثبت فساده لعدم الإجماع).