الآية فإنها تدل على أن ما فيه اختلاف وتناقض ليس من عند الله تعالى، ونحن نقول بذلك، فأما أن يدل على أن ما ليس فيه تناقض يكون (من عند الله) فلا، لا سيما إذا (كان) عدم التناقض (راجعاً) إلى فعل المخلوق وهو القائس الذي تطرد علته.
احتج: بأن عدم الطرد يفسدها، فثبت أن وجوده يصححها كالتأثير لما كان عدمه يفسد العلة، (كان وجودها) مصححاً لها.
(والجواب): أن من يقول بتخصيص العلة يمنع هذا، ومن لا يقول به. يقول: إن الطرد شرط في صحة العلة، وليس إذا كان (عدم) الشرط يمنع الصحة/167 أيقتضي أن يكون وجوده يوجب الصحة، ألا ترى أن عدم الطهارة يمنع صحة الصلاة ووجودها لا يوجب صحة الصلاة، وكذلك عدم الإحصان يمنع وجوب الرجم، ووجوده لا يوجب الرجم.
(وجواب آخر): أن عدم الطرد وجه من (وجوه)