لن يحتاج في ديار السعودية لأكثر من ذلك، ولن تمتد لشيء من ذلك إلا يد هالك. فقد حرس الديار والدكان الحكم السعودي بما أقام للإسلام من حدود.
سل أولئك الحجاج وهؤلاء المعتمرين: من ذا أمَّن لهم به الله تعالى بعد الخوف، السبيل، وأقام بعد الجهل على معالم الهدى والخير كل دليل، ووفر لهم بعد الجوع والعطش، مختلف ما يحتاج إليه من أنواع الطعام وصنوف الفواكه، وأجرى لهم بما لا تكدره الدلاء، الماء العذب السلسبيل، وسهل لهم إلى بلوغ كل ما يريدونه من عبادة في يسر وراحة وهدوء، كل صعب وذليل؟
- إنها الدولة السعودية - حرسني الله وإياها من كل بلية، وجعلني وإياها من خير البرية.
سل المواطن السعودي: هل سمعت في البلاد بأمن فكري ونفسي، واستقرار في رغد من العيش بأحسن مما تعيشه في بلادك؟
ولا شك أن إجابته ستكون: لا.
وسل المقيم في هذه الديار: متى تضع عن عاتقك من الخوف عصا التسيار، ويستقر بك على نفسك وأهلك ومالك القرار.
ولا شك أن إجابته ستكون بأنه لا يجد تلك النعمة، إلا في الديار السعودية - حرسها الله تعالى وإيانا من كل رزية، وجعلنا وإياها في كل حالة مرضية.
هذه تفاريق ومشاهد، مما حصدته وتحصده السعودية من ثمار جنتها من غراس تطبيقها للشريعة الإسلامية، وما ذكرته قليل من كثير، وسح من غدق، وليس هو بغريب، ولا بدعاً من السنن الكونية والنسق، أن يحسن الله تعالى لمن أحسن بطاعته في أرضه الخلافة على كل حال ولشرعه طبَّق.