وبذلك أمن الناس على أفكارهم فما تنطلي عليهم الأمور، ولا يغرهم في متاهات الانحراف الفكري والارتكاس العقلي الغرور.
وأما الأمن النفسي، فَحَدِّث - بحمد الله تعالى - ولا حرج، فقد أمن الناس في الديار السعودية - حرسني الله وإياها من كل أذية - أمنوا على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وغير ذلك بما لم يأمن به أحد في هذا التاريخ - حسب علمي.
ففي الوقت الذي لا تكاد تستخبر وسيلة إعلام عن جهة من جهات العالم إلا وقعت عينك على جريمة تقشعر لها الأبدان، أو قرع سمعك منكر تهتز له الأركان، أو امتلأ قلبك حزناً لما يرى ويسمع، مما يقاسيه من الويلات بنو الإنسان. ففي الوقت نفسه يعيش الناس هنا - في السعودية - في أمن وأمان، ويتفيأون ظلال الخير والإحسان.
متى كان الراكب أو الماشي في هذا العصر، يغدو ويروح في حواضر وبوادي هذه الديار، لا يخشى إلا الله تعالى، أو الذئب على غنمه إن كانت؟ لم يعرف ذلك إلا في العهد السعودي الميمون.
سل أحد المسافرين الذين يجوبون الديار السعودية - حرسني الله وإياها من كل بلية - يحملون معهم المال والعيال وكل ما يحتاج إليه فهل يعكر صفو سفرهم خوف من لص غادر أو مستبد كاسر؟
لا - ولله الحمد - بل قضى رحلته الميمونة في ظلال من الأمن والنعم الوارفة حتى عاد بنفس مطمئنة غير خائفة.
سل أصحاب المتاجر العامرة، أو محلات المجوهرات المتكاثرة: هل يحتاج أحدهم في إغلاق محله بأكثر من قطعة قماش يضفيها على واجهة محله تُشعر الغادي أو الرائح بأن صاحبه غير موجود؟