لم ينعم الله تعالى على عبده المؤمن الميسر له سبل الإطعام من الجوع، بأعظم من نعمة الأمن.
فمن أمِنَ، عَبَدَ الله تعالى كما أمره ومن أمِنَ، استجمع قوى فكره وطاقات عقله، ووجهها للبناء المثمر، والعمل الهادف.
أمَّا الخائف - عياذاً بالله تعالى - فيطيش عقله، وينخلع لبه، ويكون كُلُّ همه أن يأمن الضرر على نفسه وأهله وماله. أما أن يهتدي - مع الخوف - إلى عمل يتقنه، أو بناء حضارة ينجزه، فهيهات هيهات. فالعنصر الأصيل في عمارة الأرض بالخيرات هو الطعام والأمن، فكما لا يستغني الجسم عن الطعام، فلا تستغني النفس عن الأمن.
ولذا امتن الله تعالى على عباده بهاتين النعمتين في معرض إقامة الحجة عليهم، مع أنه ما بهم من نعمةٍ إلا وهو تعالى مسديها إليهم. قال تعالى: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (سورة قريش) .
نعم، ما أعظمهما من نعمتين مقيمتين الحجة بأعظم برهان، على وجوب عبادة من أنعم بهما، سبحان الله تعالى ربي وبحمده.
إذا عرف ذلك، فاعلم أنه لم ينعم على أمة من الأمم بأمن في التاريخ الحديث بمثل ما نعمت به الدولة السعودية في ظل العمل بالقرآن الكريم وتطبيق الشريعة الإسلامية، وذلك عن طريق الوقاية والعلاج:
- الوقاية بالتوعية الإسلامية الحثيثة، ممثلة في نشر علم دين الله تعالى الحنيف عن طريق الدراسة النظامية في المناهج الدراسية المعدة بخطط مهيأة.