وقد اشْتَقُّوا منها الفِعْل، فقالوا: تَنَخَّذَ فلانٌ، كما قالوا: تَرَأَّسَ، وتَصَدَّرَ.
* * *
* ح - ابنُ الأَعْرابيّ: نَذَّ نَذِيذًا، إذا بالَ.
* * *
أبُو عُبَيْدٍ: من دوائر الفَرَس دَائِرَةٌ نافِذَةٌ، وذلك إذا كانَت الهَقْعَةُ في الشِّقَّيْن جَميعًا، فإن كانت في شِقٍّ واحدٍ فهي هَقْعَةٌ.
وفي حَديث ابن مَسْعُودٍ، رَضي الله عنه: إنكم مَجْمُوعون في صَعِيدٍ واحدٍ يُسْمِعُكم الدَّاعِي ويُنْفِذكُم البَصَرُ.
يُقال: أَنْفَذْتُ القَوْمَ، إذا خَرَقْتَهم ومَشَيْتَ في وَسْطِهم؛ فإن جُزْتَهم حتى تُخَلِّفَهم قُلْتَ: نَفَذْتُهم أَنْفُذُهم.
قال أبُو عُبَيْدٍ: قال الأَصْمَعِيّ: هكذا سَمِعْتُه من ابن عَوْنٍ يَقُولها.
وقال أبو زَيْد: يُنْفِذُهم البَصَرُ إنْفاذًا، إذا جَاوَزهم.
قال الكِسائِيُّ: نَفَذَني البَصَرُ يَنْفُذُني؛ أي: بَلَغني وجازَني.
قال أبو عُبَيْدٍ: والمَعْنَى: أنّه يُنْفِذُهم بَصَرُ الرَّحْمن، تَبارك وتَعالى، حتى يَأْتِي علَيْهم كُلِّهم ويُسْمِعُهم داعِيه.
وفي حَديثِ عُمَرَ، رضي الله عنه: أنّه طافَ بالبَيْت مع فُلانٍ، فلما انْتَهى إلى الرُّكْن الغَرْبيّ، الذي يَلِي الأَسْوَدَ، قال له: أَلا تَسْتَلِمُ؟ فقال له: انْفُذْ عنك، فإنّ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، لم يَسْتَلِمْه؛ ومعناه: امْضِ عن مَكانِك وجُزْه، ولا مَعْنى لـ " عَنْك ".
قال ابنُ الأَعْرابيّ: قال أبُو المُكارِم: النَّوافِذُ: كُلُّ سَمٍّ يُوصِلُ إلى النَّفْس، فَرَحًا أو تَرَحًا؛ قلتُ له: سَمِّها، قال: الأَصَرَّان، والخِنَّابَتَان، والفَمُ، والطِّبِّيحَةُ.
قال: الأَصَرَّان: نُقْبَتا الأُذُنَيْن.
ويُقال للخُصُوم، إذا ارْتَفَعوا إلى الحَاكم: قد تنافَذُوا إليه، بالذال مُعْجَمةً؛ أي: خَلَصُوا إليه؛ فإذ أَدْلَى كُلُّ واحدٍ منهم بحُجَّته، قيل: تَنَافَدُوا، إليه، بالدال غَيْر مُعْجمةٍ، أي: أَنْفَدُوا حُجَّتَهم.