رجلٌ إلى عُمَرَ رضي الله عنه: " اللَّهُمَّ إنْ كان كَذَب عليَّ فاجْعَلْهُ مُوَطَّأ العَقِب ".
" ح " - سِياقُ الحَدِيث: لمّا قَدِمَتْ وُفود العَرَب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قام طَهْفَة بن أبي زُهَيْرٍ النَّهْديّ فقال: أَتَيْناكَ يا رَسُولَ الله من غَوْرَيْ تِهامةَ بأكْوارِ المَيْس، تَرْتمِي بنا العيسُ، نَسْتَحْلِب الصَّبير، ونَسْتَخْلِبُ الخبِير، ونَسْتَعْضِدُ البَرِيرَ، ونَسْتَخِيلُ الرِّهام، ونَسْتحِيلُ أو نَسْتَجِيلُ الجَهام، من أرضٍ غائلة النِّطاء، غَلِيظَة المَوْطَأ، قد نَشِفَ المُدْهُنُ، ويَبس الجِعْثِنُ، وسَقَط الأمْلُوج، وماتَ العُسْلُوج، وهَلَك الهَدِيُّ، ومات الوَدِيُّ. بَرِئنا يا رسولَ الله من الوَثَن والعَنَن، وما يُحْدِثُ الزَّمَن، لنا دعوةُ السَّلام، وشريعةُ الإسلام، ما طَمَا البَحْر، وقام تِعارُ. ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ أغْفالٌ، ما تبِض ببلال، ووقِيرٌ كثير الرَّسلِ قليل الرِّسل، أصابَتْها سُنَيَّةٌ حمراءُ مُؤَزِلَة، ليس لها عَلَلٌ ولا نَهَل.
فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ بارِكْ لهم في مَحْضِها ومَخْضِها ومَذْقِها، وابْعَثْ راعِيَها في الدَّثْرِ بيانِع الثَّمَر، وافْجُر له الثَّمَد، وبارِكْ له في المالِ والوَلَد. مَنْ أقام الصَّلاةَ كان مُسْلِمًا، ومن آتَى الزَّكاةَ كان مُحْسِنًا، ومن شَهِد أن لا إله إلا الله كان مُخْلِصا. لكم يا بني نَهْدٍ وَدائِعُ الشِّرْك، ووَضائعُ المِلْك، لا تُلْطِط في الزَّكاة، ولا تُلْحِد في الحَياة، ولا تَتَثاقل عن الصَّلاة ". وكتب معه كتابًا: بسم الله الرحمن الرحيم: " من محمد رسولِ الله إلى بَني نَهْدِ بن زَيْد، السلامُ على مَنْ آمن بالله ورسوله، لكم يا بَنِي