وبَيْن قوله " القَعْضَا " وقوله " فَقَدْ " ثلاثةُ أبيات مشطورة ساقطة، وهي:
مِنْ بَعْدِ جَذْبِي المِشْيَةَ الجِيَضَّى
فِي سَلْوَةٍ عِشْنا بِذاكَ أُبْضا
خِدْنَ اللَّواتِي يَقْتَضِينَ النُعْضا
النُعْضُ: الأَراكُ وما أَشْبَهه، وما يُسْتاكُ به، ولم يَصِفْه الدِّينَوَرِيّ.
* * *
قُضْتُ البِناءَ، أي هَدَمْتُه.
والتَّقَوُّضُ: المَجِيءُ والذَّهابُ وتَرْكُ الِاسْتِقْرار، ومِنْهُ حَدِيثُ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: كُنّا مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ فنَزَلْنا مَنْزِلًا فيه قَرْيَةُ نَمْلٍ فأَحْرَقْناها، فقالَ لنا: لا تُعَذِّبُوا بالنّارِ فإنه لا يُعَذِّبُ بالنَّارِ إلّا رَبُّها. قالَ: ومَرَرْنا بشَجَرةٍ فيها فَرْخَا حُمَّرَةٍ فأَخَذْناهُما فجاءتْ الحُمَّرَةُ إلى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وهِيَ تَقَوَّضُ، فقالَ: مَنْ فَجَّعَ هذه بِفَرْخَيْها؟ قال: فقلنا: نَحْن. فقالَ: رُدُّوهما، قال: فرَدَدْناهُما إلَى مَوْضِعِهِما.
* ح - هُذَيْلٌ تقولُ: هذا بِذا قَوْضًا بقَوْضٍ، أي بَدَلًا بِبَدَلٍ، وهُما قَوْضان.
* * *
اللَّيْثُ: قاضَ الفَرْخُ البَيْضَةَ، أي شَقَّها، وقاضَها الطائرُ أي شَقّها عن الفَرْخ، وأنشد:
إذا شِئْتَ أنْ تَلْقَى مَقِيضًا بقَفْرَةٍ ... مُفَلَّقَةٍ خِرْشاؤهَا عَنْ جَنِينها
وبئرٌ مَقِيضَةٌ: كَثِيرَةُ الماءِ. وقَدْ قِيضَتْ عَن الجَبْلَةِ. وفي حَدِيث ابنِ عَبّاسٍ رَضِيَ الله عنهما قال: إذا كان يَوْمُ القِيامة مُدّت الأَرضُ مَدَّ الأَدِيمِ وزِيدَ في سَعَتِها، وجُمِعَ الخَلْقُ جِنُّهُم وإنْسهم في صَعِيدٍ واحِدٍ، فإذا كانَ ذلك قِيضَتْ هذهِ السَّماءُ الدُّنيا عَنْ أهْلِها فنُثِرُوا على وَجْه الأَرْضِ، ثُمَّ تُقاضُ السَّمواتُ سَماءً سَماءً، كلّما