وقولُه تَعالَى: (يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُم): قال أبو الهَيْثَمِ: أيْ كُلُّ الَّذِي يَعِدُكم، أي يُنْذِرُكم ويَتَوَعَّدُكُمْ به. قال ابن مُقْبِلٍ يخاطب ابْنَتَيْ عَصَرٍ:
لَوْلا الحَياءُ ولَوْلا الدِّينُ عِبْتُكُما ... بِبَعْضِ ما فيكما إذ عِبْتُما عَوَرِي
أرادَ: بكُلِّ ما فِيكُما.
والبَعُوضة في قَوْلِ مُتَمِّم بن نُوَيْرَة:
عَلَى مِثْل أَصْحابِ البَعُوضَة فاخْمُِشِي ... لَكِ الوَيْلُ حُرَّ الوَجْهِ أَوْ يَبْكِ مَنْ بَكَى
اسمُ مَوْضع. وقال الكِسائيّ: رمل البَعُوضَة مَعْرُوفة في البادية. وحَذَفَ لامَ الأمر وأبْقَى الجزْمَ، أي وَلْيَبْكِ.
وأبْعَضَ القَوْمُ: إذا كان في أَرْضِهم بَعُوضٌ. وأَرْضٌ مَبْعَضَةٌ: كَثِيرَة البَعُوض.
وقالَ أبُو حاتِم: قلتُ للأصمعيّ في كتابِ ابن المقَفّع: العِلْمُ كَثِيرٌ، ولَكِنَّ أَخْذَ البَعْضِ خير مِنْ تَرْك الكلّ، فأنكره أشَدّ الإنْكارِ، وقال: الأَلِفُ واللّام لا تَدْخُلانِ في بَعْضٍ وكُلٍّ، لأنّهما مَعْرِفَةٌ بغَيْر أَلِفٍ ولام. وفي القُرآن: (وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ). وقال أبو حاتِم: ولا تَقُولُ العَرَبُ: الكُلُّ ولا البَعْض، وقد استعمله النّاس حتّى سِيبَوَيْهِ والأخْفَشُ في كتابيهما لقِلّة عِلْمهما بهذا النَّحْو، فاجْتَنِبْ ذلك فإنَّه لَيْسَ من كَلام العَرَب.
* ح - لَيْلَةٌ بَعِضَةٌ ومَبْعُوضَة: كثيرة البَعُوضِ.
ويُقالُ: كَلَّفَني مُخَّ البَعوضِ، لِما لا يَكُون.
والغِرْبانُ تَتَبَعْضَضُ، أي يَتَناول بَعْضُها بَعْضًا.
والبَعْضُوضَةُ: دُوَيْبَّة كالخُنْفَساءِ تَقْرِض الوِطابَ، وهِيَ غَيْر البُعْصُوصة، بالصاد.