يأتكم أحد. فأمرتْهم فبنوْا بناءً دون دارِها، فلما جاء الملك سأل عن البناء فحدّثوه القصة فقال: " على أهلها تجني براقِشُ "؛ فصارت مثلا.
قال حمزة بن بِيضٍ:
لَم يكُنْ عن جِنَايةٍ لحِقَتْني ... لا يَساري ولا يميني جنَتْنِي
بلْ جَناها أخٌ عليّ كريمٌ ... وعلى أهلِهَا بَرَاقِشُ تَجْنِي
وقال الشَّرقيّ بن قُطاميّ: براقش امرأة لقمان بن عاد، وكان لقمان من بني ضِدٍّ، وكانوا لا يأكلونَ لحومَ الإبِل، فأصاب مِنْ بَراقِشَ غلاما، فنزل مع لقمان في بني أبيها، فأوْلمُوا ونحروا الجُزُر، فراح ابنُ براقِشَ إلى أبيه بعَرْقٍ من جَزُور، فأكله لُقمان؛ فقال: أيْ بُنيّ ما هذا؟ فما تعرَّقْتُ قطُّ طَيِّبًا مثله، فقال: جَزُورٌ نَحَرَها أخوالِي، فقال: وإنّ لُحومَ الإبل في الطِّيب كما أرَى! فقالت بَراقشُ: جَمِّلْنا واجْتَمِل، فأرْسَلَتْها مثلًا، أي أطعِمْنَا الجميلَ، واطعَمْ أنت منه. وكانت بَرَاقِشُ أكثرَ قَوْمِهَا بعيرا، فأقبل لُقمانُ عَلَى إبلها، فأسرع فيها وفي إبل قَوْمِهَا، وفعل ذلك بنو أبيه لمَّا أكلوا لُحُوم الجُزُر، فقيل: " عَلَى أهلها تجني بَرَاقشُ؛ يضرب لمَنْ يعمل عملا يَرْجِعُ ضَرَرُه إليه.
وقال الدينوريّ: زعموا أن براقشَ وهَيْلانَ مَدِينَتان عاديَّتان باليمن خَرِبتَا، قال الجعديّ يذكر فَمَ امرأة:
يُسَنُّ بالضِّرْوِ من بَرَاقِشَ أوْ ... هَيْلان أو ضَامِرٍ من العُتُمِ
أيْ يُسَوَّك، ويروى: " ناضرٍ "، ورواه الجاحظ:
ومَرْتَعِي الضِّرْوَ مِنْ بَرَاقِشَ أوْ ... هَيْلانَ أو يانعًا مِنَ العُتُم
وليست روايته بشيء.
وقيل: بَراقش جَبَل.
وبِرْقشٌ التميميّ، بالكسر: شاعر من شعراء الدّولة العباسيّة.
* ح - مَا أدْرِي أيُّ البَرَنْشاء هو؟ أيْ أيّ الناس هو؟ ، مثل البَرَنْسَاء، بالسين المهملة.
* * *
أبو زيد: يقال: جاء بالمال من عَشِّهِ وبَشِّهِ، وعَسِّه وبَسِّه، أي من حيث شاء.