والزَّوْرَاء: موضع بسُوق المدينة، مدينة النبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال السائب بن يَزيد، رضي الله عنه: " كان النداء يوم الجمعة، أولُه: إذا جلس الإمام على المِنْبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ وعمر، فلمّا كان عثمان وكثر الناس زاد النداءَ الثالثَ على الزَّوْراء ".
والزَّوراء: دار بالحِيرة، كانت للنعمان بن المنذر، ذكرها النابغة الذبيانيّ في شعره فقال:
وتُسقَى إذا ما شئتَ غَيْرَ مصرَّدٍ ... بِزوراءَ في أكنافها المِسْكُ كَارِعُ
ويروى: " كانِع ".
وقال أبو عمرو: زَوراء ها هنا مَكُّوكٌ من فضة فيه طول مثل التَّلْتَلَة، وقد ذكر هذا المعنى الثاني الجوهريّ فقال: والزَّوراء: القَدَح، وأنشد البيت.
وقوله: " كارع "، أي كَرَع في نواحيها المِسْك. والكانع: الدَّانِي بعضُه من بعض.
وقال أبو عبيدة: الزُّور، بالضمّ: القوة، وهذا وِفاق وقع بين العربية والفارسيّة.
وقال شَمِرٌ: الزُّورُ: الرئيس، وأنشد:
إذْ أُقْرِنَ الزُّوران: زُورٌ رازِحٌ
دارٌ، وزُورٌ نِقْيُه طُلافِحُ
الطُّلافح: المهزول.
وإسحاقُ بن زُورَان وعليّ بن عبد الله بن زُورَان: من المحدِّثين.
ويومُ الزُّوَيْر: يوم معروف وله حديث.
وبعير زِوَرٌّ، مِثال هِجَفٍّ: صُلْب مُهَيَّأٌ للأسفار.
وناقةٌ زِوَرّة، قال بشير بن النِّكث الكُلَيْبيّ:
عجِّلْ لها سقاتَها يابنَ الأغرّْ ... فأَعْلِقِ الحبْل بِذَيّالٍ زِوَرّْ
وكلُّ شيء كان صلاحًا لشيء وعِصمةً له فهو زِوارٌ له، بالكسر.
قال عَدِيّ بن الرقاع:
كانوا زِوارًا لأهلِ الشامِ قد علِموا ... لمّا رأوْا فيهمُ جَوْرا وأضْغَانَا
وقال اللّيث: المُزَوَّر من الإبل: الذي إذا سَلّه المُذَمِّرُ من بطن أُمِّه اعوجّ صدرُه فيغمِزُه ليِقيمَه، فيبقى فيه مِن غمزِه أثر يُعْلَمُ أنه مُزَوَّر.