قال "الراعي" وذكر إبلاً قد رعت العشب وزهره، فلما صدرت عن الماء نديت جلودها ففاحت منها رائحة طيبة، فيقال لتلك فأرة الإبل:
(لها فأرة ذفراء كل عشية ... كما فتق الكافور بالمسك فاتقه)
فأما الزفر فهو الحَمل والزفر الحِمل، وليس من هذا في شيء.
والزفر والزفير أن يملأ الرجل صدره غماً ثم يزفر به، وهو من شديد الأنين وقبيحه.
ومن ذلك الحليل تضعه العامة موضع الإحليل، ويعنون به الذكر وهو غلط إنما الحليل الزوج، والحليلة المرأة وسميا بذلك إما لأنهما يحلان في موضع واحد، أو لأن كل واحد منهما يحال صاحبه أي ينازله، أو لأن كل واحد منهما يحل إزار صاحبه.
وأما الإحليل فهو ثقب الذكر الذي يخرج منه البول وجمعه الأحاليل، والأحاليل أيضاً مخرج اللبن من ظبي الناقة وغيرها.
ومن ذلك قول الناس: فلانٌ يتأثم ويتحنث، يذهبون إلى أن معناه: يقع في الإثم والحنث، وليس كما ذهبوا إليه، وإنما معنى يتحنث أي يفعل فعلاً يخرج منه الحنث والاثم، يقال: هو فلان يتنجس إذا فعل فعلاً يخرج به من النجاسة، وكذلك يتأثم ويتحرج إذا فعل فعلاً يخرج من الاثم والحرج.